رواية أغوار عزيز الفصل الخامس 5
![]() |
رواية أغوار عزيز الفصل الخامس 5 بقلم سارة الحلفاوى |
الفصل الخامس
- آآآه يا رِجلي آآآه!!!
خرج من الحمام مخضوض على صوتها اللي رج قلبُه، إتسعت عينيه لما شافها مرمية على الأرض و إحدي قدميها بتنزف بغزارة، إتصدم و جِري عليها شالها وسط صُراخها و تمسُكها في قميصُه و هي بتتآوه بألم:
- آآه يا عزيز رِجلي!!
حطها على السرير برفق فـ طُبعت الدماء على الملاءة، أسرع يدلف المرحاض عشان يجيب صندوق الإسعافات، جابُه فعلًا و قَعد قُدامها، حَط رجليها على فخذُه و نضّف مكان النزيف برفق فـ أخذت تضرب على الفراش بقوة من شدة ألم الكحول، قطب حاجبيه و هو بيقول بهدوء:
- إهدي .. خلاص قرّبت أخلّص!!
- مش قادرة يا عزيز!
هتفت بألم حقيقي بتميل و تمسك في دراعُه، إتنهد و لفِلها الشاش و هو بيقول بضيق:
- عشان تبقي تتعصبي و تكسري الفازة كويس!
- يـــوه!!
قالت بضيق و هي بتإن بوجع، مسح على قدمها صعودًا و هبوطًا بيقول برفق:
- خلاص إهدي، دلوقتي هتبقي أحسن!!!
أبعدت كفُه بحدة فـ رفع حاجبيها مندهشًا، لتقول هي بحنق:
- ملكش دعوة بيا!!
- لا والله؟
قالها مستنكرًا، فـ أشاحت برأسها تكتف ذراعيها بتفتكر اللي عمله قبل ما تكسر الفازة و ظنها إنه رفضها، إتنهد و قام يبدل ثيابه، و بعد دقائق خرج، فـ إتنهدت بضيق تطالعه بتردد .. و قالت و هي تبلل حلقها:
- أنا .. أنا عايزة أغير هدومي و آكل!!
طالعها بعدم مبالاة مصطنعة، و أخذ يمشط خصلاته و هو بيقول:
- طب يلا قومي .. مش من دقيقتين قولتيلي ملكش دعوة بيا؟
نفخت وجنتيها بغضب و هي بتقول بأداءٍ مسرحي:
- ربنا ما يحكمك على حد أبدًا يا ابن القناوي!!
كتم إبتسامته، و لفلها راسم وش الغضب و الصرامة على وجهه، مشي ناحيتها فـ رجعت بضهرها لـ ورا بتقول بأعين بريئة .. بترفع رجلها الملفوفة في وشه مغمغمة ببراءة زائفة:
- رِجلي يا عزيز!!
وقف بيبُصلها للحظات، و قرّب منها و شالها فـ أسرعت تتعلق في عنقه بتقول بتردد:
- شايلني كدا ليه!!
- هغيرلك!!
قالها بجمود و هو بيتجه لغرفة مخصصة لتبديل الثياب، إزدردت ريقها و سكتت، قعّدها على أحد الكراسي في الأوضة ولّف يشوف بيچامة تلبسها، فـ أخرج بيچامة بنطلون مفتوح من قُدام من بداية ما بعد الركبة و كنزة بدون أكمام، حطها جنبها و قعد على ركبُه قُدامها، و إبتدى يفتحلها زراير القميص، فـ إحمرّت وجنتيها تتنفس بصعوبة و هي بتقول:
- عزيز خلاص هغيّر أنا لف وشك بس!!
- ششش مش عايز شغل عيال!!
قالها بهدوء، شال القميص من على جسمها فـ بقيت بحمالة الصدر، رفعت كفيها تخفي مفاتنها بـ كفيها، شهقت و هي بتشوفه بيفتح زرار البنطلون و بيسحبه و يشيله عنها، غمغمت بخجل شديد:
- عزيـز!!!
ضمت قدميها تغلقهما بخجل حقيقي و حياء إبتسم على أثرُه، أُظلِمت عيناه برغبة شديدة، إتنهد و حاول يصبّر نفسه بيهمس لنفسه بهدوء:
- إهدى يا عزيز ..آه دي أول مرة تشوفها من غير لبس بس عادي!!
تلمّس بأنامله جسدها البض و هو بيلبسها، لاحظت هي تغير مِحياه فـ إبتسمت رغمًا عنها من تأثيرها عليه، قررت أن تستغل ذلك لصالحها، فـ بعدما ألبسها البنطال أخذت تقول بصوتها الرقيق:
- عزيز مالك؟
- مالي؟
قال و هو بيبلل حلقه اللي جف من مظهرها الفاتن أمامه، إبتسمت الأخيرة و هي تقول بنبرة ذات مغزى:
- ممم مش عارفة .. مش على بعضك كدا!
أسرع يجعلها ترتدي كنزتها حتى لا يتهور، فـ أسرعت هي تميل عليه .. معانقه رقبته تتمتم بطفولية إصطنعتها:
- أنا جعانة أوي يا عزيز!
إتنهد و هو شايفها بتميل عليه و بتحاوط عنقه و أنفاسها تختلط بأنفاسه، حملها بصبر يُحسد عليه، و بذهن مشتت نزل بيها على الدرج، دفنت هي وجهها في عنقه فورما لاحظت أمه اللي وقفت أسفل الدرج تطالعهم بأعين تستشاط غضبًا، إبتسمت بخبث و قرّبت شفايفها من عُنقه بتقبلُه قبلة رقيقة وِقف على أثرها، مستغرب أفعالها الجريئة، فـ طالعته بنظرات بريئة بتميل على كتفه براسها مبتسمة إبتسامة أذهبت عقلُه، إتنهد و كمل طريقه فـ لفت براسها تبُص لأمه بحاجب مرفوع و عيون عابثة خبيثة، حطها على الرخامة و أشار للخدم بالخروج فـ فعلوا فورًا، بِعد عنها عشان ميضعفش و قال و هو بيعمل نفسه مشغول باللي في التلاجة:
- عايزة تاكلي إيه؟
إبتسمت و هي بتمرجح قدميها بشقاوة بتقول بسعادة:
- أي حاجة!
إبتدى يحضرلها شطائر من الجبن التركي، فـ أسرعت بتقول بحزن زائف:
- م تيجي تقف جنبي هنا!
- إشمعنا!!
قال بيلعن نفسه و بيلعنها في سرُه، فـ مدت ذراعيها له بتقول برجاء:
- تعالى بس عشان خاطري يا عزيز Please !!
إزاي ميجيش؟ و هو شايفها بتمد دراعها زي الطفلة اللي مستنية أبوها يشيلها، راح وقف جنبها فـ إبتسمت بحُب حقيقي مزيفتهوش زي ما بتزيف حركاتها، نفسَها بس تشوف ضعفُه قُدامها، و عاهدت نفسها على ده اليومين دول مستغلة اللي هي فيه، فضلت تبُص لوسامته، و كل ما تفتكر إن الراجل القمر الطول بعرض بوسامة ده جوزها بتتسع إبتسامتها، لما خلّص إداها الطبق و قال بيتجنب النظر في عينيها:
- شيليه عشان أعرف أشيلك!!
إبتسمت و خدت منه الطبق، ركنتُه جنبها و رفعت كفيها بتحطهم على كتفيه بتقول و عينيها بتمشي على ملامحه بعشق:
- مش بتبُصلي ليه؟
بصلها أخيرًا بإستسلام، بيستشعر لمساتها الناعمة على وجهه، بيهمس قُدام شفايفها:
- بتعملي كدا ليه؟
- أنا عملت حاجة!
همست بتبصلُه بحُب، تشعر بذوبان حصونه و أغواره بين يداها، فـ تتسع إبتسامتها تسير بأطراف أناملها على ذقنه برقة تهمس بصوتها الذي بات خطيرًا على جوارحه:
- عزيز!!
لم يتحمل، لم يتحمل أكثر من هذا و إندفع يتذوق رحيق شفتيها بجوعٍ محاوطًا وجنتيها، توسعت عيناها و لم تكُن تظن أن الأمر سيتطور بينهما لـ تقبيلها، لكنها إستسلمت بين ذراعيه فرِحة بشعور إخترق خلايا جسدها، لكن إنتفض جسدها عندما إلتقطت أذنيها طرقة عنيفة على الحائط فـ إندفعت تبعدُه و هي ترى والدته تقف خلفه تقول بصوت ساحِق غاضب:
- إيه جِلة الحيا دي!!! مش ليكم أوضة تعملوا فيها اللي تريدوه!!
حاولت تهدئة أنفاسها تنظُر إلى عزيز و هو الآخر يمسح فوق وجهه بعنفٍ، لم يُقل هو شيئًا و حملها فأسرعت تلتقط الصحن تنظر إلى والدته بإبتسامة شامتة، تريح رأسها على صدر زوجها و صعدا هما الجناح، إزدردت ريقها عندما إقتربا من الجناح، تظُنه سيكمل ما بدأُه، دلف للجناح و وضعها على الأريكة و أخذ بيدل الملاءة التي تلوثت بدماءها، بينما جلست هي تقضم من الشطيرة تطالعه ببراءة على تبعثرُه و أنفاسه التي يلتقطها بصعوبة لا تعلم أهذا غضبًا أم رغبة بها، سندت ضهرها للخلف تحرك قدمها السليمة بإستمتاع، لما إنتهى و فرش ملاءة جديدة، و خلّصت هي أكلها، وضعت الصحن جانبًا، و مدت ذراعيها له بإبتسامة بريئة، فـ تنهد و راح شالها و حطها على السرير، لكن إتفاجئت بيه بيروح للأريكة، شهقت و قالت بتوتر:
- هتنام على الكنبة ليه؟
- عادي!
قالها ببرود، كاذب .. هو في قمة خوفه أن يستلقى جوارها و يفقد السيطرة على ذاته و يأخذها بين ذراعيه يبث لها شوقه و عشقه، خائف من أن يخون ذاته و عهده و وعده لنفسه قبل وعده لها، أسرعت هي تقول بحدة:
- عادي إزاي! تعالى نام جنبي يا عزيز!!
وضع ذراعه على عيناه بيقول بضيق:
- نامي يا نادين!!!
إنتفخت أوداجها و بتهور قامت على رجلها فـ صرخت بوجع إنتفض على أثرُه:
- آآآه عزيز!!!
راحلها بدون تفكير، بيشيلها و بيرفع رجلها ليه و هو بيُردف بحدة:
- بتمشي عليها ليه!
أسرعت تبرر ما تفعل مغمغمة بحزن :
- يا عزيز أنا مش عايزاك تنام بعيد عني عشان لو عوزت حاجة تبقى جنبي و أعرف أصحيك، إفرض عطشت في نص الليل؟
إتنهدت و إستلقت على ضهرها بتقول:
- بس بردو أنا مش هقدر أجبرك تنام جنبي!!
إتنفس بغضب شديد و راح طفى الأنوار و إستلقى جوارها، إبتسمت هي بفرحة خبيثة، و إستلقت جواره لكن بعيد شوية، بتتنهد و للحظة مر طيف أبيها أمام عيناها، تكونت الدموع في عيناها، و همست بصوت خافت:
- بـ .. بابي!!
لفِلها و بَص لجسمها اللي بيترعش و هي كاتمة عياطها، من غير تفكير كان بيشدها من دراعها و بياخدها في حضنها، دفنت راسها جوا صدرُه بتتعلق في رقبتُه بحركة حبست أنفاسه بتقول بحزن حقيقي تلك المرة:
- هيوحشني أوي!!
مسح على ضهرها صعودًا و هبوطًا يرفع رأسه لأعلى يناجي ربه بالصبر و السلوان على شِفاه تتلمس صدرُه و هي ترتجف من دون قصدٍ منها، و أنفاسها اللهيبية لبكائها تزيد حرارة جسدها، و ذلك الجسد الذي يرتجف بين ذراعيه فـ يضمه لجسده فـ يرتجف قلبُه، حَس بإنتظام أنفاسها، نامت و تركته يعاني قُربها، آثار شفتيها على ثغرُه يكره ضعفُه في قربها .. و يمقت بُعدها أكثر، أخذ نفسًا عميقًا من خصلاتها و أغمض عيناه يحاول النوم حتى نام بالفعل!!
• • • •
إستفاق على همهمات ضعيفة تصدُر منها، فتح عيناه فوجدها كما هي لازالت متشبثة بأحضانه لكن تهمهم، أخذ يمسح على خصلاتها بحنوٍ مرة تلو الأخرى، لكن مسكتتش و من الواضك أنها تصارع كابوس مُفزع، قتح النور بالريموت، و قام نُصف جلسه بيطل عليها بصدره العريض بيمسح على شعرها بيقول بصوته الناعس:
- نادين .. فوقي!!!
- بابا!!
غمغمت ببكاء و فزع و عينيها لسه مقفولة، حاول يصحيها من كابوس كانت مُستغرقة فيه، فتّحت عينيها و بصتله للحظات و الدموع بتجري على وجنتيها، إتعدل في جلسته و جذبها له فـ أسرعت ترتمي بأحضانه تبكي بعنف، ربّت فوق خصلاتها و ظهرها بيحاول يهديها و هو بيقول:
- إهدي عشان هو بيزعل منك لما بيشوفك بتعيطي كدا!!
سكتت، فـ إبتسم و غلغل أناملُه في خصلاتها، بعد دقائق .. أبعدها .. حاوط وجنتيها و قال:
- يلا قولي ورايا ..
أومأت له تكفكف دمعاتها، فـ قال بهدوء:
- اللهم ارحم أرواحًا صعدت إليك و لم يعد بيننا و بينهم إلا الدعاء، اللهم انظر لهم بعين لطفك و كرمك يارب العالمين، اللهم اجعل أمواتنا من الضاحكين المستبشرين الغارسين من ثمار جنتك الشاربين من حوض نبيك، ربي اغفر لهم و أرحمهم برحمتك يا الله!
كان تردد خلفه كل كلمة، شعرت بـ سَكينة في قلبها فـ إبتسمت تُطالعه بإمتنان، نظرت لجفونه الناعسة فـ غمغمت بـ حرجٍ:
- أنا بقلقك صح؟
لم يجيبها، أغلق الأنوار و إستلقى على ظهرُه و أسرع يجذبها لأحضانه، إبتسمت و لم تمانعه، و كيف تمانع و هي جنتها بين تلك الذراعين، أغمضت عيناها و بإرهاقٍ نامت و غفى هو الآخر
• • • • • • •
إستيقظ من نومه يفرد ذراعيه عندما لم يشعر بها على صدره، لكن لم يجدها أيضًا جواره، فتح عينيه بقلق و نظر في أنحاء الغرفة ملقهاش و مش سامع صوت مايه في الحمام، إنتفض و بدون مقدمات كان بيفتح باب الحمام بعنف، إتخضت و هي نايمة في البانيو فقاعات الصابون تخفي جسدها عن أنظارُه، شهقت لما لقته واقف قدامها بيتنفس الصعداء إنها موجودة، أسرعت تقول بحنق:
- إيه شغل التتار ده! إطلع برا عيب كدا!
كانت مطمنة إنه مش شايف جسمها، لكنها إتفاجئت بيه بيقول بخبث:
- لاء أنا بايت هنا!!!
ثم تابع بدهشة ناظرًا إلى قدمها الملفوفة التي أخرجتها من المياه:
- إنتِ قومتي إزاي أصلًا .. بتعرفي تمشي عليها أهو!!
رددت بإرتباك:
- آآ لاء مش كدا .. ده أنا .. قعدت أصحيك كتير تشيلني بس مصحتش ف إضطريت أمشي بالراحة اوي عشان أوصل لهنا!!
ثم أسرعت تقول بإبتسامة:
- كويس إنك صحيت عشان مش عارفة كنت هطلع إزاي!! ممكن تلف بقى أقوم أغسل جسمي و ألبس البشكير عشان تشيلني!!
إستند بظهره على الحائط، يُربع ذراعيه أمام صدره قائلًا بخبث:
- طب م تقومي أنا ماسكك!
جحظت بعيناها قائلة:
- بتقول إيه يا عزيز، أقوم إزاي و إنت واقف مبحلق فيا كدا!!
إبتسم الأخير ليغمض عيناه قائلًا:
- أهو!
إبتسمت على أفعاله، لتُغمغم بحدة زائفة:
- لا يا راجل! مش واثقة فيك من هنا لهنا!
ثم أشارت من رسغها إلى مِرفقها، فـ ضحك من قلبُه لـ يلتفت يوليها ظهره العريض قائلًا بخبث:
- خلتص أديني لفيت، بس زي م إنتِ مش واثقة إني ممكن أفتح عيني ف أي وقت، أنا بردو ممكن ألف أبُص عليكي عادي!!
شهقت و هي لازالت داخل المياه تقول بلهفة:
- م أنا هحلِفك!! قول أقسم بالله ما هلف غير لما تقوليلي!!
ضحك حتى عاد برأسه للخلف، فـ إبتسمت أثر سماعه صدح ضحكاته، بيقول بنبرته الرجولية المميزة:
- خلاص مش هلِف!!
- لاء إحلف!!
قالتها بغضب، فـ هتف بجدية:
- خلاص يا نادين قولتلك مش هلِف، مش محتاجة حلفان!!
ترددت في النهوض و هي تغمغم بإرتباك شديد:
- طيب .. ماشي!!
وقفت تسند قدمها المصابة أمامها، تزيل بواقي الصابون عن جسدها بالمياه و عيناها تتابعه بحذر، لتسرع جاذبة البشكير ترتديه محكمة رابطته، تقول بإبتسامة:
- خلاص لِف!!
إلتفت لها يتأمل مظهرها و هي لابسة البشكير قدميها من بداية ركبتيها ظاهرتان و خصلاتها الطويلة على جانبي كتفيها تبتسم بإتساع تمد ذراعيها له، تنهد و هو يقسم أن آخر ذرة صبر في دمه على وشك النفاذ، فـ هو يتمنى الآن لو يأخذها بين ذراعيه كمثل أي زوجين، حملها بين ذراعيها لتتعلق برقبته تنظر له عن كثب، كان هيحطها على السرير لكن قالت مسرعة:
- لاء لاء قعدني قُدام التسريحة!
وضعها بالفعل على المقعد أمام المزينة، صدح رنين هاتفه فـ أجاب يحدث مساعدته في الشركة، كانت عيناها عليه في إنعكاس المرآة أمامها، تمشط خصلاته بضيق عندما علمت أنه يحادث أنثى، و عندما أنهى مكالمته وجدته مقطب الحاجبين، إلتفتت له تقول بقلق:
- في حاجة؟
- هسافر!!
قال بضيق، صمتت و تابعت تمشيط خصلاتها بشرود، تقول بأعين حزينة:
- و أنا طيب!
- هاخدك معايا طبعًا!
قال و هو بيمشي نِحيتها فـ لفتلُه مصدومة متسعة الأعين و وقفت لكن صرخت بألم فأسرع يسندها قابضًا فوق خصرها،زال الأم من محياها تقول بفرحةٍ:
- بتتكلم بجد؟ هتاخدني معاك؟!
أومأ لها يسير بضهر أنامله على وجنتيها يتلمس بشرتها شديدة النعومة، و بإندفاع عانقت عنقه قائلة بضحكات طفولية:
- شكرًا يا عزوزة شكرًا!!
- يــــا إيـــه؟
قال بحدة قابضًا على ياقة روب الإستحمام فـ قالت قالت بإرتباك زائف:
- عزوزة؟
- عــزوزة دي تـبـقـى خـالـتـك!!!
قالها بغضب حاد فـ قالت مبتسمة:
- الله يرحمها بقى!!
- نـاديـن .. مسمعكيش تقولي عزوزة دي تاني!!
قال بحدة و نبرة لا تقبل المزاح، فأسرعت تغمغم عابثة في ذقنه:
- حاضر يا عزيز!
ثم تابعت تنهيدته الحارقة، فـ إبتسمت ببراءة قائلة:
- زعلان؟
- طبعًا!!
قال و هو بيبصلها بضيق، فـ أسرعت تتعلق في عنقه قائلة بحُب:
- خلاص سيبني أصالحك!!
ثم أخذت تُقبل ذقنه برقة قبلات متتالية إندهش على أثرها، تنحنح و حاول إبعاد ذراعيها عن عنقه لا يود الإنجراف معها و هو يالكاد يكبح ذاته، لكنها تشبثت به أكثر تدفن رأسها في عنقه، و أنفاسها تلفح رقبته فيُغمص عيناه، يسمعها تنطق بإسمه برقةٍ، فـ يغمغم كإجابة، شعر بشفتيها تلتصق بـ رقبته فـ إزدادت أنفاسُه ثقلًا، و لا يعلم كيف و متى حملها و وضعها على الفراش، مال عليها منتويًا أن يُطفئ لهيب شوقه الآن عازمًا على إمتلاكها و إن كلفه الأمر نقض العهد الذي قطعه مع ذاته، و إن كلفه الأمر ذاته نفسها، مد كفُه لكي يُحرر ذلك الرباط الذي يحجب عنه ملاذُه و جنته، لكنها أمسكت بكفه و قد إنقلب السحر على الساحر، تطالعه بأعين متسعة مهتزة و بشفاه ترتجف تنطق:
- عزيز!!!
همس بأنفاس متلاحقة يقول بصوته الأجش:
- متقوليش عزيز .. إنتِ اللي بدأتي!!
- عزيز أنا خايفة!!
قال وبأعين تلمع بالدمعات، فـ غمّض عينيه، بيقول:
- متخافيش .. مينفعش تبقي خايفة و إنتِ في حُضني!
صمتت و الحروف ترتجف على لسانها لا تخرج، لتقضي بعد ذلك سويعات في أحضانه يبث لها عشقه، كان شخصية أخرى تمامًا بين ذراعيه، ذلك الذي لم ينطق لها يومًا بـ حبيبتي .. فعلها عدة مرات يهمس لها بين الفينة و الأخرى أنها حبيبته .. و طفلته و صغيرته و عشقُه الأوحد، حتى ظنت أنه فقط ثمل، لكنها تعلم أنه لا يشرب، و لا تعلم أنها خمرُه و سبب ثملُه، إمتلكها .. و إنتهى الأمر و باتت على أسمه و فعل ما كان يجب أن يفعله قبل ستة أشهر، أخذها بين ذراعيه و هو يلقي الغطاء على جسدهما، أخفت وجهها بصدرُه لا تصدق ما حدث، فـ بالرغم من سعادتها لوجودها بين ذراعيه، إلا أن خوفها من القدام أكبر بكثير، فـ إن علم أن أبيها السبب في ما حدث لأخيه لرُبما يقتلها إنتقامًا من أبيها، شعرت بنغزاتٍ في قلبها فـ تآوهت بألم:
- آآآه
إنتفض بيبُصلها محاوط وجنتها اليمنى بكفه قائلًا بلهفةٍ:
- مالك؟ أنا وجعتك؟ حاسة بإيه؟!!
طالعته و لم تستطع السيطرة على دمعاتها تنظر له تحاوط وجنتيه تقول:
- عزيز .. إوعدني إنك مش هتسيبني أبدًا يا عزيز!!
قطب حاجبيه، و مال مُقبلًا شفتيها قبلة سطحيه يقول و هو يزيل دمعاتها بأنامله:
- ليه بتقولي كدا؟
- إوعدني يا عزيز!!
هتفت ترجوه، فـ هتف بحنوٍ:
- وعد!!
تنفست الصعداء و وضعت كفها فوق قلبها من فوق الغطاء علها تضبط نبضاته التي كادت تخترق صدرها، تُهدءه و تخبره بأنه لن يتركه، نظر لما تفعل و لحركاتها التي يهيم بها عشقًا، يُميل مقبلًا جفونها و باقي أجزاء وجهها بحُب، قبلات بطيئة ساهمت في إطمئنانها أكثر، فـ إبتسمت مغمضة عيناها بعشقٍ قد تمكّن من خلاياها!
• • • • • • •
إستفاقت من نومها تنظر بجانبها، فوجدته لازال نائمًا بعمقٍ، أشفقت عليه و مصحيتهوش، لكن حلقها الجاف جعلها تنهض مستندة على الحائط تبحث عن شربة ماء، لبست روب تُخفي به جسدها العاري، ملقيتش في الجناح فـ خرجت منه و نزلت الدرج بحذر و هي بتتآوه بإلم من ضغطها على رجلها و ألم آخر يسري في جسدها، كانت الڤيلا مُعتمة لأن الساعة قد تعدت الثالثة فجرًا، ذهبت إلى المطبخ و فتحت الأنوار ثم الثلاجة، شربت الكثير من المياة، و أخذت تُفاحة ثم عادت تخرج من الطبخ، لتتفاجأ بـ والدته جالسة على المقعد تطالعها بنظرات لن تنكر أنها أرعبتها، لكنها أكملت طريقها بـ لا مبالاة تقضم تلك التفاحة، سمعتها تقول بقسوةٍ:
- سلمتيله نفسك مش إكده؟!!
وقفت مصدومة .. تتسآل كيف علمت؟ لم تجيبها و أخذت تصعد أول درجة من السلم، لكن الأخيرة إشتعلت غاضبة تقول بحدة:
- أقفي إهنه كلميني!!!
إلتفتت لها ببرود تأكل من التفاحة، فـذهبت الأخيرة نحوها كالرعد العاصف تقول بحدة:
- إنتِ عملتي غلطة كبيرة يا مرت ولَدي! لو فاكرة إني هسيبك عايشة تتهني في البيت إهنه تبقي غلطانة! لإني يوم ما أثبت لـ عزيز إن أبوكي اللي قـ.ـتل شريف .. هيرميكي برا و مش هتشوفي وشه تاني!!!
إهتزت عيناها مُرتعبة، على يقين إن لو عزيز عِرف فعلًا هيطلقها، و طلاقها من عزيز يعني مو.تها بشكل حتمي!،.رفعت عينيها لـ كاملة .. والدته، و غمغمت بهدوء تُحسد عليه:
- مش عارفة هتفهمي إمتى إن شريف ما.ت موتة ربنا و إن لا أنا و لا أبويا لينا علاقة بمو.تُه!!!
إتهجمت عليها و مسكت ذراعيها بتهزها بعنف:
- كــــدب!!! إنتوا اللي قتـ.ـلتوه!!!
أبعدت كفيها عن ذراعيها تقول بحدة:
- متقربيش مني!!!
ثم إلتفتت تصعد الدرج بحاجبين متقطبين، لتصرخ بها الأخيرة:
- أنا هخليه يقتلك يا نادين .. هخليه يقتـ.ـلك زي ما أبوكِ قـ.ـتل إبني!
غمّضت عينيها و هي بتصعد الدرج بتحاول متهتمش لكلامها، دلفت للجناح و منه إلى غرفتهما، فوجدته لازال نائم، إقتربت منه بعشقٍ تنام على معدتها جواره، أناملها تعبث بخصلاته الناعمة و ذقنه و رموشه الكثيفة، تبتسم و تميل مُقبلة جفنيه، فـ تشعر أنها لم تكتفي، تُقبل فكُه العريض فـ لم تكتفي أيضًا، حتى باتت توزع قبلات حنونة فوق كامل وجهه، إستفاق هو على أثرها و إعتلت الإبتسامة وجهه كما فعلت هي، حاوط خصرها من فوق المئزر المغلق بإحكام، و نظر لها بأعين نصف مفتوحة، فـ أسندت أذنها على صدره تحاوط خصرُه قائلة بلُطف:
- صحيتك .. حقك عليا!!
ضمها لـ صدرُه أكتر و قال بنعاسٍ:
- صحيني كدا كل يوم!!
إبتسمت بإتساع و غمرت رأسها في صدره أكتر، مسح على خصلاتها حتى غفت بين ذراعيه و نام هو الآخر!
يُتبع ♥
#أغوار_عزيز ♥
#عزيز_القناوي ♥
#نادين_رفعت ♥
تابع الفصل التالى من هنا (رواية أغوار عزيز الفصل السادس 6 بقلم سارة الحلفاوى)
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا (رواية أغوار عزيز كاملة (جميع الفصول) بقلم سارة الحلفاوى)
اهلا بك