رواية زهرة العاصى الفصل السادس 6
![]() |
رواية زهرة العاصى الفصل السادس 6 |
زهرة العاصي - الفصل السادس
حصري
(الكاتبة صفاء حسنى)
ضمت زهرة نيفين، وهى تربط على كتفها بلطف.
"أنتِ بخير يا قلبي، طمنيني."
نظرت لها نيفين، واستغربت. كيف من دقائق كانت تريد تسميمها، والآن زهرة هى أول من يساعدها؟
بدأت البنات يساعدنها، وهى تتأوه من الألم.
في نفس الوقت، وصلت رسالة من شخص لآخر.
"تم المطلوب يا فندم."
رد الشخص الآخر:
"اتأكدي أن التليفون اتكسر مليون حتة، مش هيُصلّح."
ابتسم الشخص:
"عيب يا فندم، تم أول ما البنات أخدوها، بعت واحد أخد الشريحة وكمل على التليفون تكسير عشان تشك إن الشريحة ضاعت بعد ما اتكسر."
رد الشخص الآخر: "تمام كدة، وصلك المبلغ المتفق عليه."
ابتسم الشخص وكتب: "وصل يا فندم، لكن في استفسار بسيط، هي الشريحة باسمها؟ تعرف ترجعها والا لا؟"
انصدم المرسل من السؤال، وسأله: "يفرق إيه؟"
وسألت الرسالة، ورد المجرم: "يا فندم لو باسمها، تقدر ترجعها عشان أي عدى بتكون بالبطاقة الشخصية، فتقدر تروح أي فرع وترجع الرقم. ولو رجعت الرقم وفتح فيس أو مسنجر ومحتفظ عليها كل حاجة، فكدة التهديد اللي أنتِ خايفة منه يرجع تاني."
ظهرت ملامح ياسمين وهى مصدومة، وسألت: "والحل؟"
رد المجرم: "أنا عملت حسابي، واخد البطاقة الشخصية بتاعتها، لكن لازم تتصرفي، وتروح بالبطاقة، وترجع التليفون ويكون معاكي، وتمحي عليه أي أرقام أو أي حساب عشان تكوني واثقة إن تم التخلص من أي تهديد."
ابتسمت ياسمين وشكرته: "ابعتلي البطاقة قبل ما تفوق وتكتشف ضيعها، وتعمل بدل فائده أكون اشتريت الخط وحملته على تليفون، واتأكد من كل كلامك."
.....
ساعدت البنات نيفين، واتصلوا بدكتور، وبدأ يكشف عليها، وقال: "محتاجة تعمل إشاعة على إيدها، احتمال يكون في كسر."
نسيت زهرة مشكلتها، وقالت للمشرفة: "ممكن أكون معاها بعد إذنك، واتابع معها يا ميس أشرقت؟"
ابتسمت المشرفة، وقالت: "أكيد يا زهرة، وطمنين، وأنا هجيبلكم تاكسي يوصلكم."
وبالفعل وصل التاكسي، وركبت زهرة جانب نيفين، ومعهم زينة.
وبالفعل وصلت للمستشفى، وقطعت تذكرة للكشف، ودخلت نيفين للكشف، وبعد كده اتعمل ليها إشاعة، وبالفعل احتاجت تتجبس.
كانت نيفين محرجة جدا، خصوصًا أنها فجأة لاقت نفسها وحيدة. الكل رفض يكون معها. زينة وزهرة بس تذكرت ليه كل البنات رفضت أي واحدة تيجي معها على المستشفى، إلا قالت:
"لا معلش يا ميس نيفين عمرها ما ساعدت حد، والتاني وكمان دايما بتعمل مقالب فين وحقودة، والثالث أنا لم تعبت قبل العيد إلا فات، وكانت كل البنات سافرت وقتها، طلبت منها تيجي معايا رفضت، وأنتِ عطلتِ نفسك يا ميس وجيتِ معايا، الرابعة والخامسة والخ... الكل اتهرب منها."
افتكرت كل موقف عملته، كل مرة تنمر على واحدة، مقلب في واحدة، ودلوقتي كانت هتضيع مستقبل زهرة، لم صورتها وهى في الحمام، كويس إنى مبعتش الصور الحقيقية عشان استغل الموضوع وبعت صور مشوشي وبايظة.
ازاي عملت كدة في زهرة، وافتكرت تليفونها.
وبصدمة والدكتور بيجبسها، صرخت: "
زهرة العاصي - الفصل السادس
حصري
الكاتبة صفاء حسنى
"فين تليفوني والشنطة بتاعتي؟"
اقتربت منها زهرة تهديها: "اهدى يا بنتي، أكيد بنت من البنات شافهم وشالهم، اتجبسي ونروح تشوفيهم."
صرخت نيفين وهى رافضه: "مينفعش في صور ليا، لو وقعت مع حد هتكون كارثة."
حاولت زهرة وزينة يهدوها، لكن هى كانت متوتره جدا.
فكرت شوية نيفين، وبعد كده طلبت تليفون زينة: "ممكن تليفونك يا زينة بالله عليك، افتح صفحتي على الفيس، امسح كل حاجه محتفظة بيها، عشان لو وقع تليفون مع حد هتكون كارثة."
سألتها زينة: "حاضر يا بنتي، اهدى بس، اتفضلي أنتِ حافظة بس ورد بتاعك والاميل؟"
هزت راسها نيفين، وقالت: "اه، حافظهم بسرعة."
فتحت زينة الفيس، وخرجت من صفحتها، وكتبت الرقم بتاع نيفين وكمان كلمة السر، ونفتحت الصفحة.
أخدت منها التليفون نيفين بسرعة، وقالت: "معلش يا زينة، أنا امسح كل حاجه تخصيني، شكرا."
انسحبت زينة وزهرة للخرج، وتركوا نيفين.
اتكلمت زينة بعصبي: "أقطع درعي إن البت دي مخبي كوارث على صفحتها، عشان كدة مرعوبة."
استغفرت زهرة ربها: "استغفر ربنا يا زينة، ربنا قال في كتابه العزيز:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"
صدق الله العظيم.
احنا ملناش دعوة."
.....
عند عاصي وجده.
رد الجد بنفي شديد: "بلاش زهرة يا ابني، شوف حد تاني غير زهرة."
استغرب عاصي رفضه، وسأله: "أنا اتفقت معها انها تقدم بلاغ بكرة."
صمم الجد بكل اصرار: "بلاش، اعمل أي حاجه تاني، فكر في أي حاجه ماعدا زهرة."
كان مصمم يعرف عاصي السبب، وسأله: "ممكن افهم ليه؟"
تنهد الجد، ووضح: "أهل زهرة صعبين جدا، بالعافية خلها ابوها تيجي تدرس في الجامعة هنا وتقعد في سكن الطالبات. البنت شاطرة ومتفوقة، لكن ابوها ميعرفش قيمتها للأسف، وكان يجوزها بعد الثانوي لابن عمها. ولو امها وقفت معاها وسندتها، وهى الا اتصلت بي وطلبت مني اقنع جدها انه يوافق، البنت تكمل وهى هنا في امان، فلو حصلت شوشرة من أي نوع هتقضي على مستقبلها يا ابني، وانت جديد في الجامعه، راقب، تابع، هتلاقي كوارث أكيد، وهتعرف تمسك عليهم بدل الغلطة الف."
كان مستغرب عاصي كلامه: "انت بتقول ايه يا جدى؟ هو في لسه الجهل ده موجود، يمنعوا البنت من التعليم ويجوزها؟"
تنهد الجد وقال: "يا ابني بلاش تغلط في العادات والتقاليد، الا المجتمع الغربي فضل يحارب فيها لحد ما انتشار السافلة وكل شي منحط،
زهرة العاصي - الفصل السادس
حصري
الكاتبة صفاء حسنى
... أصبح الصغير ميحترمش الكبير، مفيش كلمة حاضر من البنت لابوها، أو الزوجة لزوجها. أصبح التليفون لعنة، بيصور كل حاجه واي حاجه، وابتزاز مبقش فيه امان."
هز عاصي راسه بتاكيد: "اتفق معاك في الموضوع ده، لكن يعني ل ننحرف ل نوافق على معتقدت غلط، ليه مفيش توازن في المجتمع، ليه مطبقش الا قاله ربنا؟"
رد الجد بتوضيح: "فلو قولت لحد كدة يكون الرد منهم "جوزا البنت سترة، وانت بتتكلم عن مباحث انترنت وصور، يعني العيار الا ميصبش بيدوشي يا ولدي. فكر في كلام زهرة، ممش ممكن تخمنها صح، والبنت معندهش حاجه، مجرد بتلوش بالكلام عشان تخوف زهرة، وتبعدها عنها، فكر يا ابني قبل ما تتسرع، وزهرة تكون هى الضحية."
.......
في مكان آخر، يدخل رجل صوته جهور ويتكلم باللهجة الصعيدي: "يا ابو البنى الا جولت ابنتى لازم تتعلم الجول، شايف ابنتك سافرت تفضحك."
استغرب صالح من كلام اخوه، ورد: "انت بتتحدت عن ايه يا اخى، فضائح ايه بعد الشر يا محروس؟"
زعق محروس وطلب من ابنه: "افتح يا سليم جوالك، وريه صورته بته الا اتبعت ليك، خلي يشوف هو بعت بته عشان تتسرمح والا ايه؟ امها نفسها تسافر بلاد برا، وبتقول بنتى ب 100 رجل ومتدين، شوفي المتدين في حضن زلمة غريب."
فتح سليم الهاتف، وفتح الصورة، ووراها لصالح.
اقتربت الام واخدت الصور، وقالت: "هو ده دليلك؟ بنتى حكيتلي على فكرة، كانت بتعدي النهارده، والدنيا مطرت، والجو كان مشبر، وكانت هتقع، اقدم العربية، وفى شخص كان ماشي ف انقذها، فين العيب في ده؟ أنا بنتى اشرف من الشرف، ومخبرنى بكل كبيرة وصغيرة. العيب مش علي بتى، العيب على الا صورها، وبعت ل ابنك، ومشي بعيد. ابنك بعت حد يرقب بتي، وحكله الا حصل."
نظر لها سليم بغيظ وقال: "يعني محقوق اني بخاف على الا هتكون مراتي، وكانت واقفة بتتكلم مع شاب، وبعد كده وقعت في حضن شاب، ما هى لو ملهاش علاقه ومن البيت للجامعه ومن الجامعة للبيت، وتبطل مسيرى مع الا يسوى والا ميسوشي، مكنش حد مسك عليها غلطة."
صفقت الام يد على يد: "يعني إلا اختشوا ماتوا، اقسم بالله بدل ما كنت تصور ابتتى وهى بتقع، كنت انقذتها، وكان ادخل وفهم واقفة بتتحدت عن ايه."
صرخ صالح في مراته وقال: "اتصلي ب ببتك، تيجي وهتكتب كتابها على ابن عمها."
انصدمت الام وقالت: "وتعليم البت والشهادة لسه أقدمها سنتين؟"
رد صالح: "تكتب كتابه عشان الكل في الجامعه يعرف انها بقيت حرمة، ونقفل القيل والقال، وده اخر كلام عندي."
تتبع
تابع الفصل التالى من هنا (رواية زهرة العاصى الفصل السابع 7 بقلم صفاء حسنى)
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا (رواية زهرة العاصى كاملة (جميع الفصول) بقلم صفاء حسنى)
اهلا بك